اعلان اعلي سليدر
اعلان هيرميس

مستشفى أهل مصر للحروق وصندوق الأمم المتحدة للسكان يوقعان شراكة استراتيجية لإطلاق وحدة المرأة الآمنة

افتتح مستشفى أهل مصر للحروق، بالتعاون مع صندوق الأمم المتحدة للسكان (UNFPA)، وحدة المرأة الآمنة، بدعم من السفارة النرويجية، في خطوة تؤكد التزام الشركاء بحماية صحة وكرامة وحقوق النساء والفتيات اللاتي تعرضن للعنف، وتعزيز الوصول إلى خدمات متخصصة من خلال الوحدة الجديدة بالمستشفى، ويأتي هذا الإطلاق تزامنًا مع حملة “16 يومًا لمناهضة العنف القائم على النوع الاجتماعي”، التي تُقام سنويًا للدعوة إلى إنهاء جميع أشكال العنف ضد المرأة.

وحضر الحفل نخبة من الشخصيات البارزة، منهم المستشارة أمل عمار، رئيسة المجلس القومي للمرأة، السفير إريك هوسيم، سفير النرويج لدى مصر، وابف ساسنراث، ممثل صندوق الأمم المتحدة للسكان في مصر، إلى جانب مجموعة من قيادات مؤسسة ومستشفى أهل مصر، منهم الدكتورة هبة السويدي، المؤسسة ورئيسة مجلس إدارة المؤسسة والمستشفى، وإيمان شريف، الرئيس التنفيذي لمؤسسة أهل مصر، ورفعت عبد المقصود، الرئيس التنفيذي لمستشفى أهل مصر للحروق، وأعضاء الفريق الطبي المتميز بالمستشفى.

وأكد الافتتاح على قوة التعاون بين مستشفى أهل مصر للحروق وصندوق الأمم المتحدة للسكان، والسفارة النرويجية، وهو تعاون يرتكز على تعزيز خدمات متكاملة تلبي احتياجات الناجيات من العنف القائم على النوع الاجتماعي.

وخلال الحدث، قدم ممثل الفريق الطبي بالمستشفى عرضًا مفصلًا حول التدريبات التي أُجريت استعدادًا لافتتاح وحدة المرأة الآمنة، مستعرضًا نموذج الرعاية المتكامل بالمستشفى، ومسارات الإحالة الداخلية والخارجية، والتوقعات المتعلقة بعدد حالات العنف المتوقع استقبالها استنادًا إلى المتوسطات السابقة.

وأبرز المستشفى واقعًا مؤلمًا، حيث إن 20% من حالات الحروق التي يستقبلها ترتبط مباشرة بالعنف ضد النساء والفتيات، مما يؤكد الحاجة الماسة إلى خدمات متخصصة وآمنة وسهلة الوصول، وخلال الحفل، عُرضت عدد من الحالات الواقعية، لتسليط الضوء على المخاطر الجسيمة التي تواجه النساء، مثل حالة آية، 19 عامًا، التي تعرضت لحروق كيميائية شديدة في الوجه والصدر واليدين بعد أن ألقى عليها أحد الأقارب الحمض خلال خلاف عائلي، وحالة سارة، 29 عامًا، التي أصيبت بحروق من الرأس حتى الركبة بعد أن أضرم زوجها النار فيها خلال مشاجرة منزلية عنيفة.

وأشار المستشفى إلى أن دوره يمتد إلى ما هو أبعد من العلاج الطبي، إذ يوفر مركز إعادة الدمج والتمكين برامجًا متكاملة للتأهيل النفسي والمتابعة الاجتماعية وبناء المهارات والتمكين، إضافة إلى مسارات منظمة تساعد الناجيات على استعادة الثقة والاندماج في الحياة، فالتعافي الحقيقي يبدأ، بحسب المستشفى، حين تستعيد المرأة صوتها وكرامتها وقدرتها على اتخاذ القرار.

وجاءت هذه الخطوة عقب توقيع مذكرة تفاهم مع صندوق الأمم المتحدة للسكان في سبتمبر، بدعم من السفارة النرويجية، حيث عملت المستشفى عن كثب مع الصندوق لتزويد جميع الفرق الطبية والإدارية بالتوجيهات الطبية والقانونية والنفسية والاجتماعية المحدثة، لضمان تقديم دعم فوري وسري ومتفهم لكل ناجية من العنف.

وتأتي وحدة المرأة الآمنة ضمن مبادرة وطنية تُنفذ بالتعاون بين صندوق الأمم المتحدة للسكان والمجلس القومي للمرأة، وقد تم حتى الآن إنشاء 71 وحدة على مستوى الجمهورية، منها 23 وحدة في المستشفيات الجامعية الكبرى، بالإضافة إلى وحدات متكاملة في منشآت وزارة الصحة والسكان، ويأتي انضمام مستشفى أهل مصر للحروق لهذه الشبكة الوطنية ليعزز دوره كمقدم رئيسي لرعاية متخصصة وكرامة عالية.

وأكد سعادة السفير إريك هوسيم، سفير النرويج لدى مصر، التزام بلاده بمكافحة العنف القائم على النوع الاجتماعي، قائلًا: “إن إطلاق وحدة المرأة الآمنة بمستشفى أهل مصر هو خطوة قوية لضمان حصول الناجيات على الرعاية والكرامة والحماية التي يستحقنها، وتولي النرويج أولوية لدعم المبادرات الشاملة والمنسقة لمكافحة الممارسات الخاطئة، بهدف منع العنف وحماية ودعم الناجيات، ويُعد مكافحة العنف القائم على النوع الاجتماعي أولوية رئيسية في سياستنا الخارجية والتنموية، وهو جزء من خطة العمل الخاصة بحقوق المرأة والمساواة بين الجنسين، ونعمل عن كثب مع شركائنا لمنع العنف والقضاء على الممارسات الضارة وضمان وصول الفتيات والنساء إلى الخدمات الصحية في كل مكان، من أجل خلق مجتمعات أكثر أمانًا ومستقبلًا أفضل”.

من جانبه، أوضح ايف ساسنراث، ممثل صندوق الأمم المتحدة للسكان في مصر، أهمية العلاقة بين الصحة والعنف القائم على النوع الاجتماعي، قائلًا: “إن وحدة المرأة الآمنة بمستشفى أهل مصر يتم إنشاؤها ضمن هذا النموذج الوطني، وهو توسع مهم يوضح ما يمكن أن تحققه الشراكات الاستراتيجية القوية، ومثال فريد على ما يمكن تحقيقه عندما تتحد الحكومة والمجتمع المدني والجهات المانحة والأمم المتحدة برؤية مشتركة”.

كما أوضحت رئيسة المجلس أن افتتاح وحدة المرأة الآمنة يأتي بالتزامن مع حملة الـ 16 يوم لمناهضة العنف ضد المرأة، في لحظة تؤكد أن من الأهمية أن تجد كل امرأة مساحة آمنة تُصغي إليها وتمنحها القوة وتدعم رحلة التعافي. فالوحدة تقدم منظومة شاملة من الرعاية الطبية والنفسية والاجتماعية والقانونية، داخل بيئة آمنة وسرية، وبأيدٍ مدرّبة تتعامل مع المرأة بإنسانية واحتواء. ويسعدنا أن نعلن أن هذه الوحدة هي الثالثة والعشرون على مستوى الجمهورية.

وفي كلمتها، قالت الدكتورة هبة السويدي، المؤسسة ورئيسة مجلس إدارة مؤسسة ومستشفى أهل مصر للحروق: “لا ينبغي لأي امرأة أن تخشى المطالبة بحقوقها، ولا ينبغي لأي مرتكب أن يفلت من المحاسبة، ومن خلال شراكتنا مع صندوق الأمم المتحدة للسكان وتوافقنا مع استراتيجية تمكين المرأة 2030، نحن ملتزمون بحماية كرامة النساء وصحتهن وتمكينهن اجتماعيًا، ويضطلع مستشفى أهل مصر للحروق بدور محوري في دمج استراتيجية تمكين المرأة 2030، التي أطلقها المجلس القومي للمرأة، مع التركيز على التمكين الاجتماعي، إلى جانب خطة الحكومة لإعطاء الأولوية لصحة المرأة”.

وتوفر وحدة المرأة الآمنة مجموعة متكاملة من الخدمات الطبية والنفسية، ومسارات إحالة منظمة داخل المستشفى، وروابط متعددة القطاعات تغطي الدعم القانوني والاجتماعي، لضمان حصول كل امرأة طالبة للمساعدة على مساحة آمنة تمكنها من التعافي واستعادة الثقة.

ويمثل إطلاق وحدة “المرأة الآمنة” خطوة محورية نحو مجتمع أكثر أمانًا وعدالة للمرأة، حيث تتيح الحماية والرعاية والتمكين لكل ناجية، مع اعتماد نهج شامل يجمع بين الدعم الطبي والنفسي والاجتماعي لضمان تقديم المساعدة الشاملة في بيئة كريمة وآمنة.

ويؤكد مستشفى أهل مصر للحروق التزامه المستمر بتعزيز صوت المرأة وحماية حقوقها، وضمان ألا تواجه أية امرأة العنف أو الظلم بمفردها، ومن خلال هذه المبادرة، يواصل المستشفى وضع معيار للمسؤولية المجتمعية، مؤكدًا على أهمية دعم المجتمع والمناصرة والتمكين المستمر للنساء في كافة أنحاء مصر.

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار