د. محمد راشد يكتب: إدارة بحوث السوق دعم لتصدير العقار ومواجهة تحديات الصناعة العقارية 

لاشك أن حالة النهضة العمرانية القوية التي أقدمت مصر علي تنفيذها خلال ال٨ سنوات الماضيه ، احدثت تطورا كبيرا في شكل وطبيعة المنتج العقاري الذي يقدم الان بالسوق العقاري  في مصر، وذلك في ظل التنافسية الشديدة، التي أصبحت موجودة الآن بين كافة الشركات العقارية العاملة في السوق  المصري- مما انعكس بكل تأكيد على أذواق واحتياجات العملاء، ولعل ذلك استوجب على شركات التطوير العقاري في مصر ضرورة أن تعمل على تطوير ماتقدمه من منتج عقاري باختلاف نوعه، بحيث تستطيع تلك الشركات إشباع تطلعات ورغبات العملاء باستمرار، ولعل ذلك ما يستوجب عليشركات التطوير العقارى أن تقوم بإنشاء إدارات لبحوث السوق بها ومنحها الدعم الكامل، حيث تستطيع بحوث السوق توفير المعلومات الكافيه عن السوق العقاري والتطورات التي تحدث باستمرار في احتياجات ورغبات العملاء وشكل وطبيعة المنافسة في السوق العقاري المصري، وكذلك مدى ملاءمة المنتج العقاري المقدم وتماشيه مع احتياجات العملاء.

ومن ناحيه اخري تسهم اداره بحوث السوق في التعرف على أية مشكلات تسويقية للمنتج العقاري المقدم للعملاء، كما أنه في ظل التطور التكنولوجي المتلاحق – استوجب ذلك على كافة شركات التطوير العقاري بأن تعمل على تطوير شكل ونمط الطريقه والمزيج التسويقي المقدم به العقار، ومن هنا برزت الحاجة إلى ضرورة الاعتماد على استخدام بحوث السوق في تطوير وتحديث ودعم المنتجات العقاريه المقدمة، كما أن توافر إدارة بحوث السوق لدى شركات التطوير العقاري  – يمكن من التنبؤ الدقيق بنشاط البيع والشراء للمنتجات العقارية المقدمه- والذي بدوره يؤدي إلى تلاشي ايه مخاطر سوقيه إلى أدنى حد ممكن، وهو ما ينعكس على تحسين الوضع التنافسي لشركات التطوير العقاري، ودعم قدرته على الاستمرارية في السوق العقاري، وتعتمد إدارة بحوث السوق نحو تحقيق أهدافها في تطوير الخدمات والمنتجات العقاريه المقدمة للعملاء على 4 اليات تتمثل في تنميه وتطوير السوق العقاري من خلال إشباع احتياجات ورغبات قطاعات سوقية جديدة بالاعتماد على خدمات عقاريه ومنتج عقاري تنافسي مثل تدعيم وتوسيع آليات التسويق والمزيج البيعي المقدم، وذلك من أجل الوصول إلى مناطق جديدة، وكذلك تطوير الميزات النسبية والتنافسية للمنتج العقاري المقدم، وتكثيف حملات الترويج والتسويق للتعريف بالاختلاف وشكل التميز في المنتج العقاري المقدم من قبل القطاع العقاري ، وكذلك اختراق السوق، ويتم ذلك من خلال قيام شركات التطوير العقاري بزيادة حجم التعامل على منتجهم العقاري، وذلك من خلال تشجيع العملاء الحاليين على زيادة حجم تعاملاتهم على المنتج العقاري المقدم حاليا، هذا بالإضافة إلى تطوير المنتج والخدمة العقارية المقدمة، ووفقا لتلك الآلية يتم الدخول إلى السوق الحالي بخدمات ومنتجات عقاريه  جديدة تتلاءم مع التطور والتغيير المستمر في احتياجات العملاء، وأخيرا التنويع، ووفقا لتلك الاليه – يتم تقديم خدمات ومنتجات عقاريه غير مألوفة وغير تقليدية، والتوسع نحو التواجد بأسواق جديدة.

ومن هنا تتضح أهميه توافر إدارة مختصة لبحوث السوق بها – لأن تحقق ذلك سيسهم في تطوير أداء القطاع العقاري، وهو ما يتطلب ضروره تعزيز الاهتمام ببحوث السوق بكافه أبعادها، والمحافظة على استمرارية العمل بها، هذا بالإضافة إلى استخدام احدث طرق التسويق واليات بيعيه غير تقليديه، لما تتميز به من سرعة كبيرة وتكلفة منخفضة، وكذلك إمكانية الوصول إلى أي منطقة جغرافية يرغب القطاع العقاري في التواجد بها، وكذلك ضرورة الاهتمام في إطار بحوث السوق ببحوث العملاء- على اعتبار أن لهم الدور الأكبر في تطوير الخدمات والمنتجات العقاريه المقدمه، وتقديم مقترحاتهم بشأن أي مشكلة، بما يأبى رغباتهم نحو الحصول علي منتج عقاري ملائم، هذا بالإضافة إلى ضرورة القيام بدراسات ميدانية مستمرة للأسواق لتحديد الأسواق الأكثر ملاءمه للمنتج العقاري المقدم وكذلك ضرورة الاهتمام بالتطوير المستمر لإدارات بحوث السوق عقب إنشائها، وكذلك توظيف الكوادر المؤهلة والمدربة والمتخصصة في التسويق العقاري، بما يسهم في النهوض بمستوى تقديم الخدمات التسويقية والبيعية العقارية، ويلبي احتياجات وتطلعات العملاء الحالية والمستقبلية.