خبراء يطالبون بإدراج مبدأ الحد من المخاطر ضمن اتفاقية منظمة الصحة العالمية لمكافحة التدخين
خلال قمة السجائر الإلكترونية بإنجلترا
استضافت العاصمة البريطانية “لندن” مؤخرًا، قمة “السجائر الإلكترونية”، بحضور فعلي ومشاركات افتراضية عبر شبكة الإنترنت، لعدد من مستشاري السياسات الحكومية، وممثلي القطاعات الصناعية ذات الارتباط بصناعة التبغ، وعدد من الخبراء والأكاديميين في المجال البحثي، وعدد من ممثلي الجمعيات الخيرية والناشطين في مجال الصحة العامة، بالإضافة للعاملين في مكافحة التبغ، ومقدمي خدمات الإقلاع عن التدخين، وذلك بهدف تعزيز الحوار حول مفاهيم الحد من أضرار التدخين اعتمادًا على الأدلة العلمية، وتوفير منصة محايدة لتقديم الاستراتيجيات الصحية الأكثر فاعلية لتخفيض عدد الوفيات والأمراض المرتبطة بالتدخين.
وأكد عدد من الخبراء والأطباء في مجال الصحة العامة ممن شاركوا في القمة، أهمية دعم مفهوم الحد من مخاطر التدخين التقليدي، وذلك عن طريق توفير البدائل المبتكرة الخالية من الدخان، حيث ألقى البروفيسور كايتلين نوتلي، أستاذ علوم الإدمان بكلية نورويتش الطبية بجامعة إيست أنجليا (UEA) الكلمة الافتتاحية للقمة، في حين ألقى الكلمة الختامية البروفيسور روبرت ويست، الأستاذ الفخري في علم نفس الصحة بكلية لندن الجامعية (UCL).
وناقشت القمة، مجموعة من الموضوعات الهامة ذات العلاقة المباشرة بالسجائر الإلكترونية من حيث نسب تدخينها بين الشباب، كما تطرق المشاركون بالقمة، إلى سياسة التعبئة والتغليف للحد من استخدام الشباب للسجائر الإلكترونية، وكذلك طرح كافة التصورات الخاصة بمخاطر السجائر الإلكترونية، واستعرضوا أيضًا إمكانية الحد من أضرار التدخين التقليدي والإلكتروني عن طريق منتجات التبغ المسخن، إلى جانب عدد من النماذج الناجحة في الحد من أضرار التدخين في نيوزيلندا وجنوب شرق آسيا، ومدى فعالية وأمان منتجات الــ vaping، وأسباب اختلاف سياسات الدول بشأن السجائر الإلكترونية.
من جانبه، قال باسكال ديثيلم، رئيس منظمة OxySuisse السويسرية غير الهادفة للربح والعاملة في مجال مكافحة التبغ، إن الحد من أضرار التبغ يستهدف تقليل الأمراض والوفيات المرتبطة بالتدخين، ومنع البدء في تعاطيه، ومساعدة المدخنين البالغين في الإقلاع عنه، وحماية البيئة من مخاطر الدخان الناتج عن حرق التبغ، مؤكدًا على أن التدابير المنصوص عليها في الاتفاقية الاطارية لمنظمة الصحة العالمية بشأن مكافحة التبغ، تستهدف التقليل من أضرار التبغ بشكل تقليدي، ويتمثل ذلك في منع بدء التدخين والمساعدة في الإقلاع والحماية من التعرض للتدخين السلبي، مشيرًا إلى وجود حالة من عدم الثقة في صناعة التبغ التي تستثمر في تطوير منتجات أقل خطورة، بالاضافة إلى وجود حالة من الخوف من معالجة أي موضوع جديد في هذا الشأن، حيث يجد الكثيرون صعوبة في قبول مفهوم الحد من أضرار التدخين، خاصة إذا كان صادرًا من أطراف عملية صناعة التبغ، رغم أن ذلك يمكن أن يكون جزءًا من الحل.
وطالب “ديثيلم”، بضرورة وضع مفهوم الحد من أضرار التبغ في إطار أخلاقيات الصحة العامة، ودمجه بشكل كامل في عمليات مكافحة التدخين، مؤكدًا أنه ليس من المنطقي أن يتساوى النيكوتين من حيث التسبب في الإدمان مع الكوكايين أو الهيروين، مطالبًا في الوقت نفسه أن تعتمد الاتفاقية الاطارية لمنظمة الصحة العالمية بشأن مكافحة التبغ المبادئ التوجيهية بشأن الحد من أضرار التبغ، وتطورها اعتمادًا على مجموعة واسعة من الخيارات أمام السوق.
جدير بالذكر أن النسخة الأولى من قمة “السجائر الإلكترونية”، كانت قد انطلقت قبل 6 سنوات وتحديدًا في عام 2017 واستضافتها الولايات المتحدة الأمريكية.