سجّلت أسعار الذهب في السوقين المحلية والعالمية ارتفاعًا ملحوظًا خلال منتصف تعاملات اليوم الثلاثاء، في ظل تزايد توقعات الأسواق باتجاه الاحتياطي الفيدرالي نحو خفض الفائدة خلال اجتماع ديسمبر، وذلك عقب تصريحات تميل إلى التيسير من جانب عدد من صانعي السياسة النقدية، بحسب تقرير صادر عن منصة «آي صاغة» لتداول الذهب والمجوهرات.
وقال سعيد إمبابي، المدير التنفيذي للمنصة، إن الذهب المحلي صعد بنحو 40 جنيهًا مقارنة بإغلاق تعاملات السبت الماضي، ليسجل جرام عيار 21 مستوى 5575 جنيهًا، بينما ارتفعت الأوقية عالميًا بنحو 17 دولارًا لتسجل 4150 دولارًا.
وسجّل جرام الذهب عيار 24 نحو 6372 جنيهًا، وعيار 18 حوالي 4779 جنيهًا، فيما استقر الجنيه الذهب عند 44,600 جنيه.
وأشار التقرير إلى أن تعاملات أمس الإثنين شهدت ارتفاعًا بنحو 85 جنيهًا في السوق المحلية، حيث افتتح جرام عيار 21 التداول عند 5450 جنيهًا وأغلق عند 5535 جنيهًا، في حين خسرت الأوقية عالميًا نحو 68 دولارًا لتهبط من 4065 إلى 4133 دولارًا.
تراجع بيانات أمريكية يعزز صعود الذهب
وجاء الارتفاع الأخير في أسعار الذهب مدعومًا أساسًا بتزايد رهانات خفض الفائدة، رغم استمرار صعوبة جذب مشتريات جديدة باتجاه المعدن الأصفر.
وتُظهر البيانات الأخيرة أن ضغوط التضخم في أسعار الجملة قد لا تُعرقل مسار التيسير النقدي للفيدرالي؛ إذ ارتفعت أسعار المنتجين في الولايات المتحدة بنسبة 2.7% خلال سبتمبر على أساس سنوي، متماشيًا مع توقعات السوق، بينما صعد المؤشر الأساسي – باستثناء الغذاء والطاقة – إلى 2.9% من 2.8% في أغسطس.

وعلى أساس شهري، ارتفع مؤشر أسعار المنتجين الرئيسي 0.3%، والأساسي 0.1%.
كما سجّلت مبيعات التجزئة الأمريكية خلال سبتمبر نموًا أقل من التوقعات عند 0.2% فقط، مقابل توقعات بلغت 0.4%، في حين بقيت قراءة أغسطس السابقة دون تعديل عند 0.6%. وارتفع إجمالي المبيعات بين يوليو وسبتمبر بنسبة 4.5% مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي.
إلى جانب ذلك، أظهر تقرير شركة ADP للأجور أن القطاع الخاص فقد بمتوسط 13,500 وظيفة أسبوعيًا خلال الأسابيع الأربعة المنتهية في 8 نوفمبر، ما يؤكد ضعف سوق العمل. وقالت نيلا ريتشاردسون، كبيرة اقتصاديي ADP، إن قوة المستهلك لا تزال محل شك مع دخول موسم التوظيف للعيد، مما قد يؤدي إلى تأجيل التعيينات أو تقليصها.
تصريحات مائلة للتيسير من مسؤولي الفيدرالي
تصاعدت توقعات الأسواق بخفض الفائدة بعد تصريحات من عدة مسؤولين في الاحتياطي الفيدرالي خلال الأيام الماضية.
فقد قالت ماري دالي، رئيسة الاحتياطي الفيدرالي في سان فرانسيسكو، إنها تؤيد خفض الفائدة في اجتماع الشهر المقبل، محذرة من ضعف سوق العمل.
كما أكد كريستوفر والر، محافظ الفيدرالي، وجون ويليامز، رئيس فرع نيويورك، وجود مساحة لتيسير السياسة النقدية قريبًا، مشيرين إلى أن التضخم لم يعد يشكل خطرًا ضاغطًا في ظل تراجع التوظيف.
ووفق أداة CME FedWatch، تُقدّر الأسواق الآن احتمال خفض الفائدة في ديسمبر بنحو 80%، إلا أن غياب بيانات التضخم والعمالة الأساسية – التي ستصدر بعد اجتماع 9-10 ديسمبر – يبقي المشهد غير محسوم.
انعكاسات جيوسياسية تضيف دعمًا للمعدن الأصفر
على الصعيد الجيوسياسي، تراقب الأسواق الجهود التي تقودها الولايات المتحدة لدفع محادثات السلام بين روسيا وأوكرانيا. وأفادت «فاينانشال تايمز» بأن وزير الجيش الأمريكي دان دريسكول عقد محادثات في أبوظبي مع وفد روسي وآخر أوكراني، بعد تعديلات على مقترح مبدئي أثار انتقادات بسبب ميله لمصلحة موسكو، ليتم تقليصه من 28 إلى 19 نقطة.
وفي سياق متصل تترقب الأسواق صدور بض البيانات الاقتصادية المؤثرة غدا الاربعاء ومن بينها تقرير مطالبات البطالة الأسبوعي، وطلبيات السلع المعمرة، والتقدير الثاني للناتج المحلي الإجمالي للربع الثالث، وتقرير المؤشرات الاقتصادية الأولية، ومسح شيكاغو لمعهد إدارة التوريدات (ISM) للأعمال، وبيانات الدخل والنفقات الشخصية (بما في ذلك مؤشرات التضخم الرئيسية)، ومبيعات المساكن الجديدة، وتقرير وزارة الطاقة الأسبوعي لمخزونات الطاقة السائلة، وكتاب الاحتياطي الفيدرالي البيج.


