كشفت هويدا حسن، رئيس مجلس إدارة شركة سلكت جرينز، عن التحديات الكبرى التي تواجه “رحلة التصدير السريع”، خاصة للمنتجات الطازجة التي لا تحتمل التأخير، مؤكدة أن الثقة والتأمين هما حجر الزاوية في استمرار العلاقات التجارية الدولية.
وأوضحت “حسن”، خلال لقائها مع الإعلامية منال السعيد، ببرنامج “صناع الفرصة”، المذاع على قناة “المحور”، أن تصدير الخضار والفاكهة يُعتبر من أخطر أنواع التصدير لعدة أسباب، أولها مخاطر التلف: “ناس كتير بتخاف تشتغل في تصدير الخضار والفاكهة لأن ممكن المنتج في وقت معين يبوظ في مينا”، مما يكلف المصدر تعويضات باهظة، فضلا عن التحديات الخارجية، مؤكدة أن جزءاً كبيراً من مسؤولية الرحلة تكون خارج سيطرة المصدر، وتتأثر بعوامل لا يمكن التحكم بها مثل “حالة الطقس” أو أي “توترات جيوسياسية”.
ولمواجهة هذه المخاطر، أشارت إلى ضرورة اتخاذ إجراءات احترازية صارمة تعتمد على شقين؛ التحضير الفني والتحضير الجيد للمنتج بجودة ومعالجة تضمن “تحمل ظروف الشحن ومدته”، علاوة على خدمات التأمين على الشحنات لتغطية أي مخاطر.
وتابعت: “أنا في سيلكت جرينز بؤمن على كل شحناتي حتى لو العميل مش عايز يامنها.. التكلفة قصاد المخاطر تستاهل”.
وشددت على أن تقديم خدمة التأمين، حتى في حال البيع بشروط لا تُلزم المصدر بمسؤولية الشحن (مثل شروط EX-Works أو FOB)، يمنح المستورد “ثقة” عالية جداً، وهي “أهم عنصر في تصدير الخضار والفاكهة”، معقبة: “التصدير أساساً مبني على الثقة.. المستورد في طرف من العالم ومصدر في طرف آخر بيتعاملوا في شحنة بآلاف الدولارات وهم ما شافوش بعض”.
وأكدت أنها استفادت من خبرتها السابقة في مجال تكنولوجيا المعلومات في إدارة نشاطها الحالي، خاصة بعد تعرضها للنصب في شحنات سابقة، واستفادت من مهارات التسويق، التكنولوجيا، واستخدام أنظمة ERP (تخطيط موارد المؤسسات) والتخطيط والتحليل.
وأشارت إلى أن هذه المهارات ساهمت في بناء سمعة قوية للشركة، مما مكنها من الحصول على تسهيلات ائتمانية (Credit) من العملاء، مؤكدة: “معلّم يتعلّم”.
أضافت أن البداية في أي نشاط تصديري تعتمد على المنتج أولاً، ثم تحليل الأسواق المستهدفة، كما تحدثت عن التحول الذي شهده قطاع تصنيع الطماطم في مصر.
وأشارت “حسن”، خلال لقائها مع الإعلامية منال السعيد، ببرنامج “صناع الفرصة”، المذاع على قناة “المحور”، إلى ظاهرة كانت منتشرة سابقاً بالانزعاج من هيمنة الصلصة المستوردة على أرفف المتاجر، على الرغم من وفرة إنتاج الطماطم في مصر، خاصة في مواسم الذروة، مؤكدة أن المشهد قد تغير بشكل جذري:
وتابعت: “لو بصيتي دلوقتي على الشلف وبصيتي كويس.. هتغيري رأيك، لأنه مجال الصلصة بالذات والطماطم بيطلع منها تصنيعات كتير جداً، منها الطماطم المجففة ومنها مركزات الطماطم.”
وأكدت أن هذه الصناعات (الصلصة ومركزات الطماطم) تتم حالياً في مصر بواسطة شركات مصرية وليست عالمية.
وعن مدى صعوبة الدخول في مجال التصنيع الزراعي، الذي يتطلب معدات مكلفة وتحديات لوجستية في توصيل المنتج، أوضحت: “هو صعب ولكنه ليس مستحيل.. لازم نفرق ما بين الصعب والقابل للتحقيق.”
وأشارت إلى أن هذا المجال يمثل فرصة كبيرة للشباب، بعيداً عن كونه مجرد تكنولوجيا معقدة.
وعن الآلية التي تتبعها شركتها في التصدير، والتي تركز على منتجات مثل البطاطس والبصل والليمون، أكدت أن العملية تبدأ من الأساس، تحديد المنتج والرمز (HS Code)، واختيار المزارع، ودراسة الأسواق، والتواصل وبناء الثقة.
وشددت على أن هدف الشركة هو أن يشعر المستورد بأن المصدر المصري هو “شريك (Partner)” موثوق به، وليس مجرد مورد، معقبة: “انا عندي شحنات وصلت وكان فيها مشاكل وما كنتش ملزمه أني أساعد أو أدعم المستورد، لكن تحمّلت وعملت حاجات كتير وعوضته واشتغلت معاه على بروجرام تعويض ولحد دلوقتي بيشتغل معايا”.


