الأزمة الاقتصادية العالمية تضاعف من آلام القطاع.. وهوجة الأسعار تهدد القدرة الشرائية للمواطنين
الشركات العقارية مطالبة بالبحث عن حلول مبتكرة وغير تقليدية لانعاش مبيعات السوق
يشهد السوق العقاري المصري العديد من التحديات الصعبة وذلك بسبب الظروف الاقتصادية عالميا ومحليا، وتصاعدت حدة التحديات بعد اندلاع الحرب الروسية الأوكرانية وأزمة الشحن عالميا وتداعياتها على مختلف القطاعات الاقتصادية عالميا.
اسعار الحديد والاسمنت
والقطاع العقاري أحد القطاعات التى تأثرت بالفعل بسبب تلك الظروف الصعبة ومنها الارتفاع الكبير وغير المسبوق فى اسعار مواد البناء ومستلزمات التشييد، سواء الحديد والذى تجاوزت أسعاره 22 ألف جنيه للطن إلا انها تراجعت نسبيا خلال الفترة الأخيرة إلا أن أسعاره تبقي أعلى من المعدلات الطبيعية، علاوة على استمرار ارتفاع اسعار الاسمنت وتجاوز سعر طن الاسمنت 1400 جنيه، وكذلك اسعار الخامات المستخدمة فى اعمال التشطيب وكل ذلك أثر على أسعار العقارات والمنتج النهائي للعميل، ولجأت الشركات لرفع الأسعار بنسب من 10- 20% .
الاستثمار العقارى
ولكن التحدي الأكثر للسوق هو استيعاب العملاء للارتفاعات الجديدة فى الاسعار وهل يستمر الاقبال على الشراء والادخار بالعقار أم يتراجع نتيجة التحديات الاقتصادية التى يشهدها الشارع، وبالطبع يظل العقار أفضل آلية للادخار والاستثمار لدى المصريين ولكن يصطدم الأمر بالواقع الصعب والظروف الاقتصادية والمعيشية التى يمر بها المواطنين فى ظل هوجة الاسعار التى تضرب كل القطاعات وأثرت على القدرة الشرائية للمواطنين وكذلك إعادة ترتيب أولوياتهم، والمواطن الذى كان قادر على سداد أقساط شراء عقار قد يكون غير قادر حاليا فى ظل حجم الالتزامات الأسرية التى تقع على عاتقه والتى ارتفعت تكلفتها بشكل كبير، وعلى سبيل المثال ارتفعت قيمة المصاريف الدراسية لابنائه وهى تعد فى قمة أولويات الاسرة المصرية وغير قابلة للتأجيل، علاوة على المصاريف المعيشية اليومية والتى ارتفعت بنسبة كبيرة وواضحة للجميع.
وكل هذه الظروف والتحديات تفرض سطوتها على السوق العقاري، ويدفع الشركات العقارية للبحث عن حلول مبتكرة وغير تقليدية تعمل على انعاش حركة البيع والشراء بالسوق، وتشجع العملاء على الاقبال على الاستثمار والادخار بالعقار، وكذلك مواجهة المنافسة الشرسة التى يشهدها القطاع العقاري بعيدا عن المنافسة السعرية التى تهدد بقاء الشركات وتدخلها فى نفق مظلم لا تعلم هل ستخرج منه أم لا.