بما أني مثل الكثير من الناس الذين يعشقون تناول السكريات بكافة أنواعها كالحلويات والشوكولاتة والآيس كريم، فقد كان قرار التوقف عن تناول السكر قراراً صعباً استلزم جهداً وإرادة كبيرين لتنفيذه، ولكن في المقابل كانت النتائج التي حصلت عليها مدهشة وغير متوقعة، وسأسرد لكم في السطور التالية ملخصاً عن تجربتي مع التوقف عن تناول السكر.
الدافع
في بداية الأمر كان لدي رغبة شديدة في اتباع نظام غذائي صحي خالي من السكر إلا أن هذا الدافع أصبح أكثر قوة عندما علمت أن استهلاك السكر يرتبط بمجموعة واسعة من الأمراض المزمنة مثل مرض السكري، وأنه يعتبر أحد العوامل المساعدة على السمنة وارتفاع ضغط الدم، والذي قد يؤدي إلى الوفاة، مما جعلني أتخذ قراراً سريعاً في التوقف عن تناول السكر الذي اكتشفت أن وجوده شائع في الكثير من الأطعمة، فهو موجود في 80٪ من الأطعمة المعلبة.
أعراض
بعد تجربتي مع السكر والاطلاع على الكثير من الأفلام الوثائقية حول استهلاك السكر وجدت أن هناك الكثير من الأعراض التي يسببها التوقف عن تناول السكر منها الصداع والاكتئاب والخمول والدوخة والشعور بالجوع والرغبة الشديدة بتناول الأطعمة السكرية بشكل خاص، وذلك نتيجة اعتياد الجسم على السكر باعتباره مصدر أساسي في نشاط الجسم وعند التوقف عن تناوله لا يقوم الجسم بالتخلص من الدهون الموجودة في الجسم فوراً بل يظل يخزنها حتى يشعر بالخطر، وهنا يجب أن تعلم بأن العودة ولو مرة لتناول السكر ثم التوقف مرة أخرى فإن أعراض التوقف عن تناول السكر ستعاد مرة أخرى من البداية.
حلول
وحتى أتجنب أعراض التوقف عن تناول السكر فقد اتبعت بعض الحلول خلال تجربتي منها، النوم قدر المستطاع في الفترات التي يستفيد منها الجسم من النوم أي في ساعات الليل من العاشرة مساءً وحتى السابعة صباحاً، مع العمل على زيادة نسبة البروتين في الأكل للتغلب على الجوع والالتزام بثلاث وجبات أساسية ووجبتين خفيفتين صحيتين وهناك الكثير من الأطعمة والمشروبات التي ساعدتني على تحقيق ذلك الهدف لأنها تحتوي على كميات قليلة أو معدومة من السكر مثل الفواكه والخضروات والبقوليات والمكسرات النيئة والبيض والسمك واللحوم والدواجن الخالية من الدهون، وبعض المشروبات مثل القهوة والشاي والماء وأي أعشاب لا تحتوي على السكر المضاف.
ماذا تعلمت من تجربتي؟
لقد تعلمت أثناء التوقف عن تناول السكر دروساً مصحوبة ببعض الفوائد المذهلة وهي أني أصبحت أكثر معرفة ودراية بما آكله، وازداد عندي النشاط والتركيز، وازدادت طاقة جسمي، وتحسن جلدي وبشرتي، وانخفض وزني، وشعرت بتحسن ملحوظ في جودة النوم، كما تعلمت أن الامتناع عن تناول السكر لمدة عشرة أيام يؤدي إلى انخفاض معدل الكوليسترول في الدم بخمس درجات كاملة، كما أنه يخفف الدهون الثلاثية بنسبة 33% وبالتالي فإنه يقضي بنسبة كبيرة على احتمالية الإصابة بمرض السكري.
وفي الختام ومن خلال تجربتي مع السكر يمكنني القول بأنه يحتاج إلى إرادة قوية ومعرفة واسعة عن السكر، وبأن إعداد الوجبات كان هو المفتاح الرئيسي لنجاحي في هذه التجربة، مع احتفاظي بوجبات صحية خفيفة مثل المكسرات أو وجبات خفيفة صحية خالية من السكر، بالإضافة إلى تخطيطي المسبق لتناول الطعام، وقراءة ملصقات الأغذية للتأكد من السكريات المخفية فيها.