وجهت “نهاد علي”، رئيس شركة “فاينانشيال تريننج هب”، نصيحة للمتعاملين فى سوق الأوراق المالية بضرورة عدم التعلق النفسي بأسعار السهم، لأن ذلك قد يكون سببا فى تكبيد المستثمر خسائر كبيرة حتى إذا كان السوق فى حالة صعود .
وقالت رئيسة شركة “فاينانشيال تريننج هب”، المتخصصة فى الدورات والتدريبية للمبتدئين والمحترفين على أسس الاستثمار، إن التعلق بالأسعار anchoring هو السرّ الذي يجعل المستثمر يتعرض بسهولة للخسارة حتى إذا كان السوق فى حالة صعود .
ماهي فكره التعلق anchoring “؟ :
الفكرة باختصار، هي تعلق المستثمر بالأسعار العاليه للأسهم التي يمتلكها و ويظل مصمماً على انه مستمر في الاحتفاظ بالسهم رغم تحقق و تعمق الخساره .
وليس بالضرورة التعلق يكون بسعر الشراء، فأحيانًا تكون أعلى قيمة وصلت اليها المحفظة، أو حتى “رقم حلم” في رأسه وفى خياله.
وبحسب “نظرية الاحتمالات السلوكية ” (Prospect Theory)، فالإنسان يشعر بتكبد بالخسارة أقوى بمرتين من شعوره بالربح، فمجرد أن يتراجع سعر السهم أسفل السعر الذي تعلق به المستثمر، يبدأ فى الشعور بأنه قد خسر، حتى ولو كان محققا ربحا فعليًّا .
الخطر الحقيقي: عند هبوط سعر السهم أنه قد يكون “وهم في خياله “، فالكثير من المستثمرين يخسرون ليس بسبب هبوط السوق، وإنما بسبب تعلقهم بأسعار من الماضي، ومن ثم يبدأون فى إتباع تصرفات وكأنهم يحاولون تعويض خسارة نفسية، وليس خسارة مالية.
النتيجة :
والنتيجة، كما نريد أن نقول ونوضح، شراء في قيعان وهمية، ورفض البيع حتى في أدنى المستويات، يتبعه قرارات متهورة وسريعة وغير مدروسة سعياً لـ “العودة للذروة”.
وهو ما يسمى عمليا فى علوم “علم النفس” بـ البكاء على اللبن المسكوب” أو Sunk Cost Fallacy .
الحل السريع، ويتلخص فى أنه فى حال الوقوع فى خسارة كبيرة فعليك كمستثمر إتباع الخطوات التالية على الفور وتتمثل فى :
“التوقف” : فعليك أيها المستثمر أن تتوقف، وتلتقط أنفاسك أو بمعنى أدق “خذ استراحة من التداول لبضعة أيام”، ولا يجب أن تتخذ أي قرار وأنت في حالة انفعال.
“المراجعة”: فعليك أيها المستثمر أن تراجع وتسأل نفسك، لما تكبدت الخسارة ؟، هل تجاهلت حدود الخسارة، أم هل اشتريت عاطفيًّا، لذلك عليك فى تلك اللحظة أن تنسى الماضي، فنسيان الماضي ليس جحود، وإنما هو ذكاء مالي.
كما أنك عليك كمستثمر أن تعتبر كل ما فات ومررت به من تجارب إنما هي مجرد “دروس”، وعليك أن تبدأ من جديد، وخذ ما لديك من أموال فى الوقت الحالي وأبدا من عند هذا المبلغ،
سواء كان 500 جنيه أو 500 ألف، لأنك لن تنجح فى إعادة الماضي أو ما حدث بالأمس، وإنما تستطيع بقوة أن غدًا أفضل من اليوم.
خلاصة البورصجيه :
أيها المستثمر إذا كان السوق فى حالة صعود، وإذا كنت أنت متوهم بتعلقك النفسي بأسعارك القديمه او أسعار وهميه في خيالك حتى في الصعود، فأنت بذلك تُضيع الكثير من الفرص على نفسك، وربما قد تخسر من جديد.
فالاستثمار الناجح ليس فقط عن “الأسهم الصحيحة”، وإنما هو فى الأساس عن “العقل المنضبط”، فعليك أن تكون أكثر واقعية، وأكثر إنضباطاً وأنظر دائماً للأمام ولا تلتفت إلى الماضي مطلقاً، لأن البورصة ليس فقط مجرد أرقام… وإنما اختبار للنفس.”


