صرّح الدكتور محمد رزق، رئيس مجلس إدارة شركة ERG للتطوير العقاري، بأن مفهوم “مدن الدرجة الأولى” أصبح اليوم من الركائز الأساسية في التخطيط الاقتصادي والتنموي الحديث، مشيرًا إلى أن هذه المدن لا تُقاس فقط بحجمها السكاني أو مساحتها، بل بقدرتها على قيادة النمو، واستقطاب الاستثمارات، واحتضان الصناعات المعرفية والابتكار.
وأضاف رزق أن مدن الدرجة الأولى – المعروفة عالميًا مثل نيويورك، لندن، شنغهاي، طوكيو، ودبي – تتميز بامتلاكها منظومات متكاملة من البنية التحتية، والمؤسسات المالية، والجامعات المتقدمة، ومراكز البحث، وشبكات النقل الذكية، مما يجعلها مراكز جذب عالمية للمواهب ورؤوس الأموال، ويمنحها تأثيرًا يتجاوز حدودها الجغرافية.
وأشار رزق؛ إلى أن التحول نحو بناء مدن من هذا النوع في مصر، مثل العاصمة الإدارية الجديدة، العلمين الجديدة، والمنصورة الجديدة، يمثل فرصة استراتيجية لإعادة صياغة الخريطة الاقتصادية المصرية، مضيفًا أن هذه المدن قادرة على رفع الناتج المحلي الإجمالي، وتحقيق نمو مستدام، وتخفيف الضغط عن القاهرة الكبرى والمحافظات المكتظة.
وأوضح رزق ؛ أن مدن الدرجة الأولى ترتبط بمؤشرات مهمة مثل جودة الحياة، الشفافية، تنافسية الأعمال، التوجه التكنولوجي، والمرونة البيئية، مؤكدًا أن نجاح أي مدينة في الوصول لهذا التصنيف يتطلب قيادة فكرية وتخطيطًا طويل المدى يدمج بين الاقتصاد، التخطيط العمراني، والحوكمة.
وذكر رزق ؛ أن أهمية مدن الدرجة الأولى لا تنبع فقط من وضعها العالمي، بل من قدرتها على توفير بيئات حقيقية للإبداع والابتكار، وهو ما يدعم الاقتصاد القائم على المعرفة، ويخلق وظائف نوعية، ويجذب استثمارات خارجية طويلة الأمد.
وأضاف أن التوجه لتطوير هذا النوع من المدن في مصر يجب أن يُعزَّز بسياسات واضحة تدعم اللامركزية، وتمكّن القطاع الخاص، وتربط التخطيط الحضري بالإستراتيجيات الاقتصادية الكلية، وليس فقط بحلول إسكانية مؤقتة.
واختتم رزق تصريحه قائلاً: إذا أردنا أن ننافس في عالم ما بعد الثورة الصناعية الرابعة، علينا أن نُخرِج من رحم مصر مدنًا من الدرجة الأولى؛ مدن تتحدث لغة المستقبل، وتنافس عالميًا، وتخلق اقتصادًا مرنًا لا يعتمد فقط على الموارد، بل على الأفكار والابتكار والبشر.