صرح الدكتور محمد رزق – رئيس مجلس إداره شركه ERG للتطوير العقاري ، والتنميه السياحيه ، بأنه مع تفاقم آثار التغير المناخي وزيادة التحضر السريع، أصبحت المدن المستدامة ضرورة ملحة لمواجهة التحديات البيئية وتحقيق التوازن بين التطور الحضري والحفاظ على الموارد الطبيعية ، بما يسهم في تقليل الانبعاثات الكربونية، وتحسين إدارة الموارد، وتعزيز جودة حياة السكان من خلال حلول مبتكرة ومستدامة.
وأضاف رزق؛ تقود دول الخليج جهوداً كبيرة في مجال المدن المستدامة؛ في المملكة العربية السعودية، فعلي سبيل المثال يجري تطوير مشروع ذا لاين في نيوم، وهي مدينة بطول 170 كيلومتراً تهدف إلى تحقيق صفر انبعاثات كربونية، مع بنية تحتية تعتمد بالكامل على الطاقة المتجددة ، وفي الإمارات العربية المتحدة، تُعد مدينة مصدر في أبوظبي من أوائل المدن المستدامة في المنطقة؛ تم تصميم المدينة لتقليل استهلاك الطاقة والمياه بنسبة 40% مقارنةً بالمدن التقليدية، كما توفر بيئة حضرية تعزز من جودة الحياة للسكان مع تقليل الانبعاثات الكربونية بشكل ملحوظ ، كما تُبرز مدينة الشارقة المستدامة كواحدة من أبرز المشاريع الحضرية المستدامة في المنطقة ، حيث تم تطوير المشروع بهدف تقديم نموذج حضري يُوازن بين البيئة والاقتصاد والمجتمع ، و هو ماتؤكده النتائج الإيجابية التي حققتها مدينة الشارقة المستدامة بالأرقام.
وأوضح أن المنازل المجهزة بألواح شمسية وتقنيات كفاءة الطاقة ساهمت في تقليل فواتير الخدمات بنسبة تصل إلى 50% ، كما أن المشروع عالج 100% من مياه الصرف الصحي لإعادة استخدامها في ري المسطحات الخضراء، ما قلل من استهلاك المياه بشكل كبير، بالإضافة إلى ذلك تجاوزت مبيعات المشروع 2.5 مليار درهم (680 مليون دولار) عبر مراحله الأربع، ما يعكس الإقبال الكبير على العيش في بيئة مستدامة توفر فوائد اقتصادية وبيئية ملموسة.
وأشار رزق ؛ إلي أن بناء مدينة مستدامة يتطلب العمل على أكثر من مستوى، وأوضح رزق أن أحد أكبر التحديات كان تحقيق القبول المجتمعي، حيث أنه حتي الأن لا يوجود هناك إقتناع تام بفكرة العيش في مدينة مستدامة في البداية، وهو مايستلزم ضروره التركيز على التعليم والتوعية، ليس فقط على مستوى السكان، ولكن أيضاً مع الجهات الحكومية والخاصة.
وإختتم رزق؛ رغم النجاحات الكبيرة التي حققتها المدن المستدامة حول العالم، فإنها تواجه تحديات حقيقية، من أبرزها ارتفاع تكلفة التطوير، والحاجة إلى توعية المجتمع بأهمية الاستدامة، وصعوبة تحقيق التوازن بين البنية التحتية الخضراء والتكاليف، لكن الفرص تظل واعدة مع تطور التقنيات الذكية وزيادة الدعم الحكومي لمثل هذه المبادرات.