المهندس محمد طلعت يكتب: تصميم التخطيط الحضري وتصميم الموقع .. تجسيد حقيقي لإلتقاء الهندسة بالفن

تشير هندسة تصميم الموقع و التخطيط و التصميم الحضري إلى عملية ترتيب البيئة من الناحية الجمالية والوظيفية ، و يمكن إجراء هذه التصميمات في مجموعة واسعة من المناطق، بدءًا من الحدائق المنزلية وحتى حدائق المدينة، و تهدف هندسة تصميم الموقع إلى إنتاج حلول صديقة للبيئة ومتوافقة مع الطبيعة، ولذلك فإن هندسة تصميم الموقع تولي أهمية كبيرة لحماية البيئة الطبيعية وجعلها تبدو جميلة ، كما يتم تصميم هندسة المناظر الطبيعية وفقًا لاحتياجات كل مشروع ومنطقه ، فبالإضافة إلى القيم الجمالية، تتضمن هندسة تصميم الموقع أيضًا معايير مهمة مثل الوظيفة والملاءمة البيئية، لذلك، يجب أن يتمتع مهندس تصميم الموقع بالمعرفة التقنية والفهم الجمالي، وهو مايؤكد أن هندسة تصميم الموقع هي مجال متنوع يغطي عملية ترتيب البيئة جماليا ووظيفيا، وتتم عملية التصميم وفقا لاحتياجات المنطقة.

إن تخصص هندسة تصميم الموقع هو تخصص متكامل وفريد من نوعه وهذا التخصص ليس مجرد تجميل المواقع أو تنسيقها وتحسينه، إنما تتضمن مختلف التخصصات مثل البستنة، الفنون الجميلة، علم النبات، الهندسة المعمارية، علوم التربة، التصميم الصناعي، الهندسة المدنية، الجغرافيا، البيئة، وحتى علم النفس البيئي من إنشاء الحدائق العامة إلى تصميم الغابات الحضرية ،والأماكن العامة والبنية التحتية الخضراء، مما يحسن من قابلية العيش وجاذبية المنطقة بشكل عام.

و في قطاع العقارات، يضيف مهندسو تصميم الموقع قيمة إلى العقارات من خلال إنشاء مساحات خارجية جميلة تعزز الجاذبية العامة للمشروع وقابليته للتسويق، بالإضافة إلى ذلك، تعتبر هندسة تصميم الموقع أمرًا حيويًا في الحفاظ على البيئة، حيث يساعد المحترفون في هذا المجال في حماية واستعادة النظم البيئية الطبيعية ، لذلك فإن إتقان مهارة هندسة تصميم الموقع يمكن أن يؤثر بشكل إيجابي على النمو الوظيفي والنجاح، وباستخدام هذه المهارة، يمكن للأفراد إطلاق العنان للفرص في شركات تصميم المناظر الطبيعية، والشركات المعمارية، وإدارات التخطيط الحضري، ووكالات الاستشارات البيئية، وحتى العمل الحر كمهندسين معماريين مستقلين تصميم الموقع. يتزايد الطلب على المهنيين ذوي الخبرة في هندسة المناظر الطبيعية، حيث تدرك المجتمعات والمنظمات قيمة المساحات الخارجية المصممة جيدًا في تحسين نوعية الحياة والاستدامة.

و يعطي مهندسو الاند سكيب الأولوية للاستدامة من خلال دمج الممارسات الصديقة للبيئة في تصميماتهم. وقد يركزون على استخدام النباتات المحلية، وتعزيز الحفاظ على المياه، والتصميم من أجل كفاءة استخدام الطاقة، ودمج المواد المتجددة، وإنشاء موائل للحياة البرية، وتقليل التأثير البيئي. تضمن مبادئ التصميم المستدام أن تكون المناظر الطبيعية مرنة وقابلة للتكيف وتساهم بشكل إيجابي في النظم البيئية المحيطة بها ، كما يعطي مهندسو تصميم الموقع و الاندسكيب الأولوية لإمكانية الوصول في تصميماتهم لضمان إمكانية استخدام المساحات الخارجية والاستمتاع بها من قبل الأشخاص من جميع القدرات ، وهي تتبع إرشادات إمكانية الوصول، مثل قانون الأمريكيين ذوي الإعاقة (ADA)، وتتضمن ميزات مثل المنحدرات ومسارات الوصول ومناطق الجلوس والعناصر اللمسية ،من خلال مراعاة مبادئ التصميم العالمية، يقوم مهندسو المناظر الطبيعية بإنشاء مساحات شاملة تلبي احتياجات المستخدمين المتنوعة.
وأخيرا ؛ يمكن لهندسة تصميم الموقع أن تحسن بشكل كبير الاستدامة البيئية للموقع. ومن خلال دمج البنية التحتية الخضراء، مثل الحدائق المطيرة أو الأراضي الحيوية، يمكن لمهندسي المناظر الطبيعية إدارة جريان مياه الأمطار وتحسين جودة المياه، ويمكنهم أيضًا تصميم تصميم الموقع التي تقلل من استهلاك الطاقة، وتعزز التنوع البيولوجي، وتعزز جودة الهواء، وتوفر فوائد بيئية مثل عزل الكربون؛ وهو مايؤكد علي الدورً الحيويً الذي تلعبه هندسه المناظر الطبيعيه في إنشاء بيئات مستدامة ومرنة.