أعلنت أوراسكوم للتنمية، المطور العقاري العالمي المتخصص في بناء مدن متكاملة ونابضة بالحياة في أوروبا والشرق الأوسط وشمال أفريقيا، عن الجزء الثاني من مبادرة “مفاتيح الحياة” لعام 2024، وتأتي هذه المرحلة تحت عنوان “تطوير المستقبل”.
يتناول التقرير أحدث الاتجاهات التي تمكن المجتمعات من الصمود والتكيف. وبعد نجاح البحث الأول تحت عنوان “تطوير رؤية المجتمع” الذي نُشر في يوليو 2024، يتعلق البحث الجديد بتحديد أهم التطلعات والآمال التي ترسم حياة الأفراد اليوم. من ناحية أخرى، تستهدف مبادرة “مفاتيح الحياة” من أوراسكوم للتنمية، فهم وتعزيز الحوار حول الطرق الأساسية التي يؤثر بها المشهد العالمي المتغير على حياة المجتمعات.
وتعليقًا على إطلاق التقرير، قال عمر الحمامصي، الرئيس التنفيذي لشركة أوراسكوم للتنمية، “في تقرير “تطوير رؤية المجتمع”، ركزت الشركة على تحديد أهم العناصر التي يسعى الأفراد لتحقيقها في حياتهم، مثل الترابط والصحة والشعور بالانتماء. أما في التقرير الأحدث الصادر عن مبادرة “مفاتيح الحياة” من أوراسكوم للتنمية لعام 2024 تحت عنوان “تطوير المستقبل “، يتعمق البحث في أحدث أنماط الحياة المفضلة وكيف تؤثر على تصوراتنا للمسكن والسفر والعلاقات الاجتماعية.” وأشار الحمامصي إلى الدور المحوري الذي تلعبه الاستدامة في بناء مجتمعات تتناغم مع الطبيعة، وأهمية قدرة القطاع العقاري على تصميم مجتمعات مستقبلية تلبي احتياجات الأفراد المتنوعة.”
تعتمد هذه المبادرة بشكل كبير على نتائج استطلاع أجرته شركة “YouGov ، وهي شركة عالمية متخصصة في أبحاث وتحليل البيانات، حيث شمل الاستطلاع عينة واسعة تضم أكثر من 3,600 مشارك من مختلف أنحاء العالم، بما في ذلك منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، وشملت الإمارات العربية المتحدة وأوروبا والمملكة المتحدة والولايات المتحدة الأمريكية. ويهدف هذا البحث إلى فهم أعمق للتوجهات الحالية في أنماط الحياة التي يفضلها سكان المجتمعات العمرانية.
تطور مفهوم المنزل
أضاف الحمامصي: “لقد شهد مفهوم المجتمعات والمنازل تحولاً استراتيجيًا، حيث انتقل من كونه مجرد مأوى إلى أن أصبح مركزًا آمناً للحياة المتكاملة، حيث يمكن للناس تحقيق التوازن الصحي بين العمل والراحة والتواصل والصحة.”
إنّ العالم حولنا يشهد تحولات كبيرة لصالح تبني المزيد من أنماط الحياة المستدامة داخل المجتمعات العمرانية، وتشكل الطبيعة جزءاً أساسياً منها، بما في ذلك المساحات الخضراء الشاسعة، وهو ما يساهم في تحسين الصحة الذهنية لأفراد تلك المجتمعات. فمن بين كل عشرة أشخاص، هناك سبعة يرون أن الحياة المستدامة هي نمط الحياة الذي يفضلونه اليوم ولمدة عشر سنوات قادمة. وقد عبّر 85% من المشاركين في البحث عن تفضيلهم المنازل التي تتضمن عناصر من الطبيعة مثل النباتات والمسطحات المائية، فيما يهتم 76% منهم بالمزايا المستدامة للمنازل الصديقة للبيئة والتي تطل على أماكن عامة كالمتنزهات أو الساحات، أو الحدائق العامة.
لقد تجاوز مفهوم المنزل حدود المساحة المادية؛ وأصبح يمثل المشاعر التي يحملها الأشخاص أينما ذهبوا. فمنذ جائحة كورونا التي شهدها العالم قبل سنوات، ارتفع تفضيل نمط حياة الترحال والتنقل لأعلى مستوياته بين فئة الشباب الذين تتراوح أعمارهم ما بين 18 إلى 24 عاماً (وصلت لنسبة 78%). في الوقت نفسه، يدمج الكثير من كبار المسؤولين في الشركات بين السفر والمغامرة والعمل عن بعد. ففي العام الماضي، سافر 33% من المشاركين في البحث في رحلات جمعت بين العمل والترفيه، وارتفعت هذه النسبة إلى 53% بين الرؤساء التنفيذيين. كما يرى 81% من الأفراد أن السفر واستكشاف أماكن جديدة خارج النطاق الذي يعيشون فيه يعتبر أمراً هاماً، وترتفع هذه النسبة إلى 88% بين الرؤساء التنفيذيين للشركات.
تعزيز رأس المال الاجتماعي:
وأضاف الحمامصي قائلاً: “تؤثر الشبكات الاجتماعية والثقة وتبادل المصالح، وهو ما يشار إليه غالباً بـ رأس المال الاجتماعي، بشكل عميق على المجتمعات؛ حيث تعكس جميع المؤشرات ضرورة قيام المجتمعات بتعزيز الروابط والتشجيع على الأنشطة المجتمعية، سواء كان ذلك في صورة بيئة عمل الأفراد، أو التفاعل مع الجيران، أو المشاركة في مجموعات مجتمعية أيًا كانت صورها”.
ويتطلب تغيير عادات العمل إدخال تغييرات وظيفية وجمالية على حدٍ سواء. فقد أظهر بحث مبادرة “مفاتيح الحياة” من أوراسكوم للتنمية، أن 79% من المشاركين في الاستطلاع أصبح لديهم رغبة أكبر لخلق توازن بين عملهم وحياتهم الشخصية مقارنة بآخر عامين أو ثلاثة أعوام. أشار البحث أن 71% من الأفراد زادت إنتاجيتهم عند اختيارهم للأمكان التي يعملون بها، بينما يتبنى هذا الرأي 55% فقط ممن يتشاركون مساحة العمل مع آخرين. بالإضافة إلى ذلك، أشار 73% من الأفراد المشاركين في البحث أنهم أكثر قدرة على إنجاز العمل بمعدلات أسرع عند وجودهم في بيئة عمل تتسم بلمسات جمالية مقارنة بمن يعملون في بيئة غير ملهمة، مع ارتفاع هذه النسبة إلى 89% بين الرؤساء التنفيذيين.
المشاركة في الأنشطة المجتمعية تساهم بشكل كبير في بناء العلاقات الاجتماعية القوية. ومع ذلك، فإن الشعور بالوحدة بين الشباب، خاصة في المناطق الحضرية، يزداد بشكل ملحوظ بسبب انخفاض معدلات التفاعل الاجتماعي بينهم. على سبيل المثال، أظهرت دراسة أن 85% من الأفراد الذين تبلغ أعمارهم 45 عامًا فأكثر تفاعلوا اجتماعياً مع جيرانهم خلال العام الماضي، بينما اعترف 17% فقط منهم بالشعور بالوحدة والقلق من العزلة. هذه النتائج تؤكد أهمية التفاعل الاجتماعي في بناء مجتمعات قوية ومتماسكة.
على الجانب الآخر، أشار 63% فقط من الشباب الذين تتراوح أعمارهم ما بين 18 إلى 24 عاماً بأنهم ابتسموا أو ألقوا التحية على أحد جيرانهم، فيما يشعر 54% منهم بالوحدة. وفي المناطق الحضرية. ابتسم 46% من الأفراد أو ألقوا التحية على جيرانهم عفوياً، بينما اعترف 42% منهم أنهم يشعرون بالوحدة، ويساورهم القلق من العزلة عن مجتمعاتهم. وفي المناطق التي يغلب عليها الطابع الريفي، بلغت نسبة من ألقوا التحية أو ابتسموا لأحد جيرانهم 63% بينما يشعر 21% فقط منهم بالوحدة.
يشير البحث أن هناك تزايد في الرغبة في بناء مجتمعات أكثر تفاعلاً وتماسكًا، حيث، أعرب 70% من الأفراد عن رغبتهم في زيادة فرص التفاعل الاجتماعي، مما يدل على أهمية الأماكن العامة التي تجمع الناس وتشجع على الشعور بالانتماء. حيث ارتفعت نسبة مشاركة البالغين في نوادي الكتب من 15% إلى 28%. وخلال العام الماضي، وصلت هذه النسبة إلى 28% بين الرؤساء التنفيذيين. وهذا يدل على أن القادة التنفيذيين يدركون أهمية بناء مجتمعات قوية متماسكة، ويقودون هذا التوجه من خلال تشجيع المشاركة في الأنشطة المجتمعية.
تصور مستقبلي
واختتم الحمامصي قائلاً: “عند الحديث عن المجتمعات المستقبلية، فإننا نشعر ببعض التفاؤل عندما نعلم أن حوالي ثلثي الأفراد يأملون في تطور المناطق التي يعيشون فيها خلال الأعوام العشر المقبلة. لقد ركزت أوراسكوم للتنمية على مدار 35 عاماً على بناء مجتمعات تستطيع التغلب على صعوبات الحياة وتتيح لأفرادها الاستمتاع “بالحياة كما يجب أن تكون” في مدننا المتكاملة النابضة بالحياة، وما زلنا إلى اليوم مستمرين في تحدي أنفسنا لتطوير المستقبل عبر إطلاق مبادرة “مفاتيح الحياة”.
ومع تغير التوجهات الحديثة للسفر، تزداد رغبة الأفراد في خوض مغامرات تجمع بين الصحة والاستدامة والرفاهية. وقد كشف البحث الذي أجرته أوراسكوم للتنمية أن 57% من الأفراد الذين يعيشون في قصور يتوقعون زيادة البرامج الصحية التي تلبي المتطلبات الفردية والسفر القائم على التكنولوجيا، مما يؤكد أهمية بناء مجتمعات متكاملة توفر سبل الرفاهية والراحة على حد سواء.
وفيما يتعلق بإنفاق المكاسب المادية غير المتوقعة، مثل الإرث أو جوائز اليانصيب، ذكر 39% من المشاركين في الاستطلاع أنهم سيشترون منزل أحلامهم، بينما قال 25% أنهم سيقومون بجولة حول العالم.
وفي سؤال عن تصوراتهم لمنزل الأحلام، تمنى 38% من الأفراد أن يكون منزل أحلامهم على شاطئ البحر، تليها نسبة 18% تمنوا منزلاً يقع في مركز المدينة، و13% تمنوا منزلاً في منطقة ريفية. إضافة إلى ذلك، أقر 78% من المشاركين برغبتهم في امتلاك منزل ثانٍ يجتمعون فيه بعائلاتهم وأحبائهم، مقارنة بنسبة 73% من المشاركين من الجيل “z” الذين يرون في امتلاك منزل ثانٍ فرصة لبناء إرث عائلي يدوم للأبد.